سياسة

“خديعة التمثال”: هل سقط “بولس الرسول” بصفقة سرية بين سلطة الجولاني والكنيسة؟

خاص – أحوال ميديا

في مدينة لم تغلق أبوابها يوماً في وجه التاريخ، وفي الشوارع التي شهدت اهتداء “بولس الرسول” وتحوله من مضطهد للمسيحيين إلى مبشر عالمي، يُكتب اليوم فصل جديد من فصول “طمس الهوية”.

لكن هذه المرة، ليست الحرب هي الفاعل، بل “عقيدة الترهيب” التي تمارسها سلطة الجولاني تحت غطاء “السرقات المجهولة”.

 

وزنٌ ثقيل.. واختفاء مريب

​أثارت حادثة اختفاء تمثال “مار بولس” الذي يزن قرابة الـ 200 كيلوغرام تساؤلات لم تعد تقبل التأويل.

كيف لتمثال بهذا الحجم والقيمة الرمزية أن يتبخر من مكانه دون أن يشعر أحد؟

​معلومات دقيقة من مصادر مقربة تشير إلى أن “السرقة” لم تكن سوى مسرحية سيئة الإخراج.

لكن الحقيقة تكمن في كواليس الترهيب؛ حيث تشير المعلومات إلى أن جهات أمنية تابعة لـ”سلطة الجولاني” مررت رسائل “نصحٍ مغلفة بالتهديد” لرجالات الكنيسة، مفادها: “لدينا معلومات عن نية خلايا متشددة (داعش) استهداف المكان بوجود هذا الصنم”.

 

​الابتزاز بالعقيدة : داعش شماعة الجولاني

​في العلن، يصور الجولاني نفسه كحامٍ للأقليات ومنفتح على “العيش المشترك” في محاولة لغسل سمعته الدولية، أما في الغرف المظلمة، فتُطبق “العقيدة الجهادية” بحذافيرها.

وبدلاً من إزالة التمثال علناً ومواجهة غضب دولي، تم الضغط على الكنيسة لإزالته أو التغاضي عن “سرقته” لتجنب “الخطر الداعشي” المزعوم.

إنها اللعبة القديمة المتجددة: استخدام “فوبيا التطرف” لتمرير أجندة ترفض وجود الرموز الدينية في الساحات العامة، واعتبارها “أصناماً” يجب أن تُحطم، ولكن بأيدي “لصوص” لا تظهر وجوههم.

 

​برسم غبطة البطريرك يوسف العبسي

​أمام هذا الصمت المطبق، يتجه المسيحيون في سوريا والشرق الأوسط برجاء وتساؤل مشروع إلى صاحب الغبطة، البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك:

​ما الذي جرى فعلياً لتمثال بولس في مدينة بولس الرسول؟

​وهل أصبحت الكنيسة مضطرة لمقايضة رموزها التاريخية مقابل “سلامة وهمية” يمنحها لها من لا يؤمن بوجودها أصلاً؟

 

​خلاصة القول : دمشق لا تنسى أسوارها

​دمشق التي عرفها العالم من خلال قصة “مار بولس” لن تمحو هويتها قرارات غرف العمليات الأمنية.

إن محاولة “تحطيم” التاريخ تحت جنح الظلام هي إدانة صارخة لسلطة تكفيرية تخشى التماثيل أكثر مما تخشى الحقيقة.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى